آخر المواضيع

الخميس، 31 يناير 2019

قصص الأنبياء| قصة نبي الله إبراهيم مع جبابرة الأرض في زمانه

قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع جبابرة الأرض في زمانه النمرود وملك مصر..
قصص الأنبياء| قصة نبي الله إبراهيم مع جبابرة الأرض في زمانه

مناظرة نبي الله إبراهيم مع النمرود

جرت مناظرة بين نبي الله إبراهيم عليه السلام والنمرود ملك بابل، وكانت الغلبة فيها لنبيِّ الله إبراهيم، وأخزى الله ذلك الكافر، قال الله تعالى: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258].

النمرود كان ملكًا على «بابل» وهو أحد ملوك الدنيا وقد أراد أن يُنازع الله العظمة والكبرياء، فادَّعى الربوبيَّة، فدعاه إبراهيم عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له، لكن حمله الجهل والضلال على إنكار خالق هذا الكون.

قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258].

فأراد أن يُثبت صحَّة كلامه هذا فأتى برجلين قد تحتَّم قتلهما فحكم على أحدهما بالموت وعفا عن الآخر، وكأنَّه بذلك أحيا وأمات، والحقيقة أنَّه كلامٌ خارج سياق المناظرة وإنَّما هو مجرَّد تشغيبٍ لا معنى له ولا علاقة له بكلام إبراهيم، فذكر له إبراهيم دليلًا آخر يُبيِّن وجود الخالق لهذا الكون؛ فالأدلَّة كثيرةٌ فلا داعي للوقوف عند دليلٍ واحد، فقال إبراهيم عليه السلام: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 258].

لمـَّا كفر هذا الملك الجبَّار ولم يتَّعظ ولم يعتبر أرسل الله على جيشه وقت طلوع الشمس ذبابًا من البعوض بحيث حجبت عين الشمس، وسلَّطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركت عظامهم بالية، ودخلت واحدةٌ منها في منخر الملك فمكثت في منخره يُعذِّبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب حتى أهلكه الله بها.
 


هجرة نبي الله إبراهيم ومعه زوجته وابن أخيه لوط إلى حران

لمـَّا يئس نبيُّ الله إبراهيم من إيمان قومه هجرهم في الله، وقد هاجر معه زوجته سارة وكانت عاقرًا لا تلد، ومعه لوط بن هاران وهو ابن أخيه.

فخرج إبراهيم من أرض الكلدانيِّين التي بالعراق إلى أرض الكنعانيِّين من بلاد الشام، فأقام بحران وكانوا قومًا يعبدون الكواكب السبعة بأنواعٍ من الفعال والمقال، والذين عمَّروا دمشق كانوا على هذا الدين، ولهذا كان على كلِّ بابٍ من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل لكوكبٍ منها ويعملون لها أعيادًا وقرابين، وكلُّ من كانوا على وجه الأرض كانوا كفَّارًا سوى إبراهيم الخليل وامرأته وابن أخيه، وقد أزال الله بهم تلك الشرور وأبطل به هذا الضلال، قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت: 26].

فناظر نبيُّ الله إبراهيم هؤلاء الذين يعبدون الكواكب، وتدرَّج معهم في الجدال حتى ألزمهم الحُجَّة وبيَّن لهم أنَّ المعبود لا يغيب عن الناس ولا يغيب عنه شيء.

فبيَّن إبراهيم لهؤلاء أنَّ هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب لا تصلح للألوهيَّة؛ لأنَّها مصنوعة تطلع تارة وتغيب عن هذا العالم تارة أخرى، والإله الحقُّ يجب ألَّا يغيب عنه شيءٌ ولا تخفى عليه خافية، وهو الدائم الذي لا يزول، لا إله إلا هو ولا رب سواه.

قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 76 - 79].
 


هجرة نبي الله إبراهيم بزوجته إلى أرض مصر

لمـَّا حدث جدبٌ وقحطٌ وغلاءٌ بالأرض التي كان فيها نبيُّ الله إبراهيم هاجر هو وزوجته سارة إلى أرض مصر، وكان بها ملكٌ ظالمٌ فنجَّاهما الله منه.

فالأرض التي أقام بها إبراهيم عليه السلام هي بلاد الشام حيث أقام قبَّته شرقي بيت المقدس، قال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71].

وعندما هاجر عليه السلام ومعه سارة زوجته إلى مصر وقد كانت باهرة الحسن، فلمَّا علم ملك مصر بذلك سأله عنها فأخبره أنَّها أخته ويعني بذلك أنَّها أخته في دين الله، وأخبرها أنَّه ليس على ظهر الأرض مؤمنٌ غيري وغيرك ويعني بذلك زوجين مؤمنين؛ وذلك لأنَّه كان هناك لوط ابن أخيه وكان رسولًا، ولعلَّ هذا الذي فعله إبراهيم كان بوحيٍ من الله؛ فمِثْلُ إبراهيم عليه السلام لا يخاف الموت ولا الأذى في سبيل الله، وربَّما أراد الله أن يُعطي هذا الملك درسًا يُعلِّمه أنَّ هناك من هو أقدر عليه، فلمَّا أرسل الملك إلى زوجة إبراهيم استعانت بالصلاة.

فقد قال الله عز وجل: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، فلم يُمَكِّن الله هذا الفاجر منها، وإنَّما أطلقها وأعطاها هاجر خادمةً لها وأعطاهم الكثير من المال، فجاءت إلى إبراهيم وقالت له: «كفى الله كيد الظالم وأَخْدَمَنِي هاجر».

ورجع إبراهيم عليه السلام من مصر إلى الأرض المقدَّسة ومعه أنعامٌ وعبيدٌ ومالٌ جزيل، ومعهم هاجر المصريَّة، وكان هذا من ملك مصر الذي أخافه الله لمـَّا أراد السوء بسارة.

لمـَّا رجع نبيُّ الله إبراهيم بهذا المال الكثير أعطى جزءًا من هذا المال لنبي الله لوط عليه السلام، ثم أمره أن يذهب إلى أرض سادوم في دائرة الأردن، وكان أهلها أشرارًا كفَّارًا فجَّارًا، وأوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام أن يمدَّ بصره شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا وبشَّره بأنَّ هذه الأرض كلَّها سيجعلها له ولذريَّته، وقد اتَّصلت هذه البشارة بهذه الأمَّة أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فنحن أبناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ويُؤيِّد ذلك قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ» [1].
 

* المصدر: موقع وسيلة.
[1] مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض (2889).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من نحن

authorمرحبا، أسمي محمد وهذه مدونتي أسعى دائما لأقدم لكم أفضل المواضيع الخاصة بالتكنلوجيا
المزيد عني →

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *