تعرف على آخر حملات قائدالبحرية العثمانية الشهير بيري ريس والتي انتهت نهاية مأساوية وغير متوقعة..
[1] فَرِيدون أمجان: السلطان سليمان القانوني سلطان البرين والبحرين، مراجعة: يوكسل جلبنار/ عبد الرازق أحمد، الطبعة الأولى، 1435هـ= 2014م، ص334- 339.

من بيري ريس؟
اسمه الأصلي "بيري محيي الدين". بحَّار
وجغرافي وأميرال تركي شهير (1465- 1554م)، نشأ في كنف عمِّه القائد البحري
العثماني المعروف "كمال رئيس". اشترك في شبابه مع عمِّه في نجدة مسلمي
الأندلس؛ حيث قاموا بإنقاذ مئات الآلاف من المسلمين -ومن اليهود كذلك- من
المذابح هناك، حيث نقلوهم إلى بلدان شمال إفريقيا.
اشترك في أعوام 1491- 1493م في الحملات البحرية على صقلية وساردينيا وكورسيكا. كما قاد المعارك البحريَّة على البنادقة (1499- 1502م).
وفي عام 1513م قام برسم خريطة العالم التي حيرت العالم أجمع في عصرنا الحالي؛ لأنه يظهر فيها رسم دقيق للأمريكتين مع أن تاريخها كان قبل تاريخ اكتشاف كولومبوس لها، مما يؤكد أن المسلمين اكتشفوا الأمريكتين قبل كريستوفر كولومبوس، وقدَّمها هدية للسلطان العثماني "ياوز سليم". وفي عام 1521م أكمل كتابه المشهور "كتاب البحرية".
اشترك في أعوام 1491- 1493م في الحملات البحرية على صقلية وساردينيا وكورسيكا. كما قاد المعارك البحريَّة على البنادقة (1499- 1502م).
وفي عام 1513م قام برسم خريطة العالم التي حيرت العالم أجمع في عصرنا الحالي؛ لأنه يظهر فيها رسم دقيق للأمريكتين مع أن تاريخها كان قبل تاريخ اكتشاف كولومبوس لها، مما يؤكد أن المسلمين اكتشفوا الأمريكتين قبل كريستوفر كولومبوس، وقدَّمها هدية للسلطان العثماني "ياوز سليم". وفي عام 1521م أكمل كتابه المشهور "كتاب البحرية".
آخر حملات بيري ريس البحرية
أبحر بيري ريسالبصرة
قباد باشا عن أخبار الأسطول العثماني، ولأنَّ هذا الأمر مبعوث إلى البصرة،
أرسل بيري ريس في أكتوبر سنة 1552م ابنه محمد بك إلى البصرة ومعه قرار
تعيينه قبودان عليها، وأطلع محمد بك قباد باشا على براءة التعيين وسلَّمه
الرسالة وأخبره عن الوظيفة الممنوحة.
أرسل حاكم هرمز البرتغالي الدون ألفارو دي نورنها D. Alvaro de Noronha عدَّة سفن تجسُّسيَّة واستطلاعيَّة لمعرفة أحوال الأسطول العثماني في الخليج العربي، وتقابلت إحدى السفن التجسُّسيَّة مع سفينة محمد بك الذي بعثه بيري ريس إلى قباد باشا، ولكن لم تحدث مواجهة، واستمرَّ بيري ريس في تقدُّمه حتى وصل أمام قلعة مسقط، فحاصرها وقذفها لمدَّة سبعة وعشرين يومًا، ولم يكن في نيَّة بيري ريس الاحتفاظ بهذه القلعة؛ لسيطرة البرتغاليِّين عليها من قواعدهم في هرمز وديو وجوا، كما أنَّه لم يكن لديه أعدادٌ كافية من الجنود لإبقائهم فيها، فاكتفى بتخريبها وتوجَّه إلى هرمز.
أرسل حاكم هرمز البرتغالي الدون ألفارو دي نورنها D. Alvaro de Noronha عدَّة سفن تجسُّسيَّة واستطلاعيَّة لمعرفة أحوال الأسطول العثماني في الخليج العربي، وتقابلت إحدى السفن التجسُّسيَّة مع سفينة محمد بك الذي بعثه بيري ريس إلى قباد باشا، ولكن لم تحدث مواجهة، واستمرَّ بيري ريس في تقدُّمه حتى وصل أمام قلعة مسقط، فحاصرها وقذفها لمدَّة سبعة وعشرين يومًا، ولم يكن في نيَّة بيري ريس الاحتفاظ بهذه القلعة؛ لسيطرة البرتغاليِّين عليها من قواعدهم في هرمز وديو وجوا، كما أنَّه لم يكن لديه أعدادٌ كافية من الجنود لإبقائهم فيها، فاكتفى بتخريبها وتوجَّه إلى هرمز.
حصار هرمز
كان القائد البرتغالي لهرمز الدون ألفارو دي
نورنها قد حصَّن القلعة على مضيق هرمز، ووفَّر تسعمائة جندي دُرِّبوا
تدريبًا جيِّدًا، كما وفَّر الموادَّ الغذائيَّة والأسلحة اللازمة لتحمُّل
حصارٍ طويل، وبدأ بيري ريس حصاره لهذه المدينة بأسطوله المكوَّن من ثمانٍ
وعشرين سفينةً وثمانمائةٍ وخمسين جنديًّا، وأخذ يقصفها من البحر والبر، حتى
أحدث تلفيَّات في أبنية قلعتها، و لم يفلح العثمانيُّون في تحقيق نتائج
جيِّدة في هرمز بعد أن تراجع الجنود البرتغاليُّون إلى القلعة الداخليَّة،
كما لم يوافقوا على الاستسلام؛ حيث استمرَّ حصار بيري ريس للقلعة وطال
أمده، فتسرُّب اليأس وقلَّ الحماس لدى الجنود العثمانيِّين، وخاف بيري ريس
من قيام أسطول برتغالي بالهجوم عليه أثناء الحصار، حسب ما أشار عليه قائد
القلعة البرتغالي جيان ليزباو Jean Lizbao المأسور لديه، فاضطرَّ لرفع
الحصار عن هرمز واتَّجه إلى جزيرة قشم، ثم دخل الخليج العربي محمَّلًا
بالغنائم حتى وصل البصرة، منبِّهًا على البحَّارة الخليجيِّين مراقبة
التحرُّكات البرتغاليَّة.
مكث بيري ريس في البصرة مدَّةً وهناك سمع بتحرُّك البرتغاليِّين لمحاصرته في مياه شطِّ العرب فقرَّر مغادرة الالتواءات النهريَّة الضيِّقة وملاقاتهم في عرض البحـر.
وعاد جيان ليزباو الأسير البرتغالي لتحذير بيري ريس من صعوبة عودة الأسطول العثماني إلى السويس في حالة إغلاق البرتغاليِّين مضيق هرمز، لذلك أسرع بمقابلة بيلر بك البصرة قباد باشا.
وهكذا غـادر البصرة بثلاث سفنٍ فقط ولم يستطع استدعـاء سفن الأسطول الموزَّعة على المرافئ البعيدة، وممَّا زاد الموقف سوءًا تحطُّم إحدى سفنه الثلاث، فقرَّر العودة إلى مصر ومعاودة الهجـوم عليهم.
مكث بيري ريس في البصرة مدَّةً وهناك سمع بتحرُّك البرتغاليِّين لمحاصرته في مياه شطِّ العرب فقرَّر مغادرة الالتواءات النهريَّة الضيِّقة وملاقاتهم في عرض البحـر.
وعاد جيان ليزباو الأسير البرتغالي لتحذير بيري ريس من صعوبة عودة الأسطول العثماني إلى السويس في حالة إغلاق البرتغاليِّين مضيق هرمز، لذلك أسرع بمقابلة بيلر بك البصرة قباد باشا.
وهكذا غـادر البصرة بثلاث سفنٍ فقط ولم يستطع استدعـاء سفن الأسطول الموزَّعة على المرافئ البعيدة، وممَّا زاد الموقف سوءًا تحطُّم إحدى سفنه الثلاث، فقرَّر العودة إلى مصر ومعاودة الهجـوم عليهم.
نهاية مأساوية غير متوقعة
لكنَّ والي البصرة قباد باشـا أرسل خطابًا عاجلًا لديوان السلطان (سليمان القانوني) يتَّهم فيه بيري ريس بالجبن والخيانة والتخـاذل. فصدرت الأوامر السلطانيَّة بإعدام بيري ريس فور وصوله مصر.
وفور وصله إلى مصر أُعْدِم، بعدما وُجِّهت إليه تهمة الفشل في تحقيق أهداف العثمانيِّين في الخليج العربي، وذلك حسب التقارير التي بعثها كلٌّ من والي مصر داود باشا، وبيلربك البصرة قبَّاد باشا، الذي كان لدسائسه دورٌ فعَّالٌ في إعدام بيري ريس، وقد تضمَّن تقريره كذلك أنَّ بيري ريس قد سلب أموال المسلمين في هرمز، وذلك أثناء حصاره لها، وعلى الرغم من نجاح قباد باشا في إعدام القائد العثماني بيري ريس، فإنَّه عُزِل بعد فترةٍ قصيرةٍ من بيلربكيَّة البصرة.
وكان يبلغ بيري ريس من العمر ٨٩ سنة عند إعدامه، عليه رحمة الله[1].
وفور وصله إلى مصر أُعْدِم، بعدما وُجِّهت إليه تهمة الفشل في تحقيق أهداف العثمانيِّين في الخليج العربي، وذلك حسب التقارير التي بعثها كلٌّ من والي مصر داود باشا، وبيلربك البصرة قبَّاد باشا، الذي كان لدسائسه دورٌ فعَّالٌ في إعدام بيري ريس، وقد تضمَّن تقريره كذلك أنَّ بيري ريس قد سلب أموال المسلمين في هرمز، وذلك أثناء حصاره لها، وعلى الرغم من نجاح قباد باشا في إعدام القائد العثماني بيري ريس، فإنَّه عُزِل بعد فترةٍ قصيرةٍ من بيلربكيَّة البصرة.
وكان يبلغ بيري ريس من العمر ٨٩ سنة عند إعدامه، عليه رحمة الله[1].
[1] فَرِيدون أمجان: السلطان سليمان القانوني سلطان البرين والبحرين، مراجعة: يوكسل جلبنار/ عبد الرازق أحمد، الطبعة الأولى، 1435هـ= 2014م، ص334- 339.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق