قصص عظماء الإسلام
يناير 31, 2019
قرار قطز بعد عين جالوت
بعد انتصار عين جالوت اتخذ قطز خطوة في غاية الأهمية وهي تحرير الشام من التتار ثم إعلان الوحدة مع مصر..

بعد الانتصار العظيم في عين
جالوت،لم تنته مهمة الملك المظفر قطز بعد؛ فما زال هناك قوات للتتار في
بلاد الشام؛ دمشق وحمص وحلب وغيرها من المدن الشامية.
وبالرغم من المعاناة والمشاق التي
كانت في طريق قطز إلى عين جالوت إلا أن الخطوة التالية لقطز بعد هذا
الانتصار المجيد هي الاتجاه إلى دمشق في الشمال!
وقطز القائد المحنك أراد أن يهيّئ
الفرصة العظمى لجيشه في الانتصار على قوات التتار في دمشق، وهو يعلم أن
جيش التتار قد تمت إبادته في عين جالوت، ولم تصل أنباء النصر إلى دمشق،
فأراد هو أن ينقل خبر النصر العظيم إليهم، فيرفع بذلك من معنويات المسلمين،
ويضع من معنويات الحامية التترية في دمشق؛ فيسهل عليه بذلك فتح تلك
المدينة.
وبالفعل أرسل رسالة عظيمة تحمل
النصر المجيد إلى أهل دمشق فلما سمعوا بأخبار الانتصار المبهر ارتفعت
معنوياتهم وقام الدمشقيون بثورة عارمة على جيش التتار، وأمسكوا بجنود
التتار وفتكوا بهم.
وبالفعل انتهى المسلمون من أمر
الحامية التترية بسرعة وكان ذلك في 30 رمضان 658 هــ الموافق 7سبتمبر 1260م
وبينما هم كذلك وصل قطز إلى دمشق بعد خمسة أيام من عين جالوت، واستقبله
الدمشقيون استقبال الفاتحين.
ولم يضيع قطز وقتا بل أرسل مقدمة
جيشه بقيادة ركن الدين بيبرس لتتبع الفارين من التتار وتطهير المدن الشامية
الأخرى من الحاميات التترية، فوصل جيش المسلمين إلى حمص، واقتحم على
التتار معسكراتهم ففروا، وأطلق المسلمون الأسرى المسلمين الذين كانوا في
قبضة التتار.
ومثلما فعل جيش المسلمين في حمص فعل في حلب، ففر منها التتار كالفئران المذعورة، وانطلقوا يجرون أذيال خيبتهم.
وفي غضون بضعة أسابيع طَهّر المسلمون بلاد الشام بكاملها، وعادت من جديد أرض الشام إلى ملك الإسلام والمسلمين.
وأعلن قطز توحيد مصر والشام من
جديد في دولة واحدة تحت زعامته، بعد عشر سنوات من الفرقة، وذلك منذ وفاة
الملك الصالح نجم الدين أيوب آخر السلاطين الأيوبيين بمصر وخُطب لقطز على
المنابر في كل المدن المصرية والفلسطينية والشامية، حتى خُطب له في المساجد
بأعالي بلاد الشام والمدن حول نهر الفرات.
للمزيد ..